قال عنه الرئيس المختار ولد داداه : يمارس السيد محمد ولد الشيخ منذ 1961 وظيفة أمين عام للدفاع الوطني وقد قام بمسؤوليته الأساسية بحس قيادي , وحرص على الفعالية , وبوطنية ملحوظة , كرس جهده لإنشاء وتنظيم الجيش الوطني , وهى مهمة صعبة و جعل مؤهلاته الاستثنائية فى خدمتها وقد واجه فى سبيل ذلك صعوبات عديدة تمكن من حلها بواقعية وإصرار مكناه من احراز نتائج ايجابية بشكل خاص , وهى تستحق الثناء
بدأ وزير الدفاع الأسبق حياته المهنية معلما فى مدينة ابى تلميت خلال الفترة ما بين 1949 و1957 و حيث تم انتخابه امينا عاما لنقابة المعلمين لبلدان افريقيا الغربية الفرنسية التي لم يكن رئيسها آنذاك سوى الرئيس المقبل لغينيا المرحوم احمد شيخو تورى . وقد خلق الكفاح المشترك روابط قوية بين الرجلين وصلت الى حد ان المرحوم احمد شيخو تورى طلب منه الاستقرار فى غينيا ليساعده على توطيد استقلالها . وبما أن استقلال موريتانيا كان الحصول عليه يحتاج تحضيرا . فقد رفض محمد هذا الطلب . كما أنه فى هذه الفترة شارك بنشاط فى انشاء رابطة شباب موريتانيا التى كان أول رئيس لها – وقال عنها فى كتابه " الاستقلال الاستعماري الجديد " الذى نشر تحت اسمه المستعار " حميد الموريتاني " انها كانت تمثل الترجمة الأصيلة لما كا نت تحويه البلاد من امكانيات قومية .. وقد لعبت هذه الرابطة فى الآن ذاته دور صحافة داخلية غير موجودة ومعارضة قانونية .
وقد كلفه هذا النشاط السياسي التحويل كإجراء عقابي من بوتلميت الى المذرذرة على ظهر جمل بدل استقلال سيارة من سيارات الادارة الاستعمارية كما هو الحال لباقى الموظفين , كما كان محل رقابة خاصة وهدفا لكل المضايقات الادارية لردعه عن نضاله ضد المستعمر .
بعد حصوله على شهادة ادارى مدني ، تم تعيين محمد ولد الشيخ خلال الفترة من 1961 -1966 أمينا عاما للدفاع والقوات المسلحة ، ثم وزيرا للشؤون الخارجية والدفاع .
وقد سعي بجدية وإخلاص خلال توليه لهذه المهام الى انشاء النواة الأولى للجيش الوطني ، حيث منحه الرئيس المرحوم الأستاذ المختار ولد داداه درجة كفاءة ادارية قدرها 20/20 مصحوبة بالملاحظة المدونة أعلاه .
وبالإضافة الى هذا الدور الرائد على الصعيد الداخلى لإرساء استقلال البلد ،كان عليه بوصفه المسؤول عن دبلوماسية الدولة الفتية ، التأكيد على سيادة البلد والتعريف بها على الصعيد الدولى . وقد توجت مهمته بالاعتراف بموريتانيا على مستوى الأمم المتحدة واستعادة الأمن الداخلي .
كما أنه لعب دورا رياديا فى انشاء وتنظيم وتنظير حزب الشعب الموريتاني الذى كان الهيأة الممارسة للسلطة فى موريتانيا .
ويمكننا القول بصفة اجمالية أنه ميز حقبة ، كما عبر عن ذلك ببلاغة المرحوم الأستاذ المختار ولد داداه حيث قال " انه سابق لزمنه " .
تقلد السيد محمد ولد الشيخ العديد من الوظائف السامية ، قبل أن يستفيد من حقه فى التقاعد سنة 1981 ، وهو يعيش اليوم فى مسقط رأسه .