نحو شراكة بين الجيش ووسائل الإعلام
تحت إشراف وزارة الاتصال والعلاقات مع البرلمان ، استضاف فندق الخاطر يوم 19 سبتمبر2011 يوما تفكيريا حول " تغطية مكافحة الإرهاب " نظمه تجمع الصحافة الموريتانية الحرة . كانت الأركان الوطنية ممثلة في هذا الحدث من طرف العقيد مدير الاتصال والعلاقات العامة والعقيد رئيس المكتب الثالث بالإضافة إلى سكرتيري تحرير مجلتي أخبار الجيش النقيبين ليف محمد جاجي وسيد محمد ولد حديد .
في مستهل الندوة المذكورة تناول الكلام السيد حمدي ولد المحجوب وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان الذي أشار إلى أن هذه الورشة تأتى تجسيدا للإرادة السياسية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ولروح الانفتاح المعتمدة لدعم حرية الصافة وتغطيتها الإخبارية النزيهة والموضوعية لكل القضايا ذات الصلة بالشأن العام ويندرج في هذا السياق – يقول السيد الوزير لقاؤكم هذا الذي يعالج جملة من القضايا الهامة المتعلقة بالطريقة الأمثل لضمان تغطية جهود محاربة الإرهاب والمصادر التي يتعين اعتمادها وكيفية التوفيق بين الحق في الإعلام وهو حق دستوري ومتطلبات صيانة الأسرار العسكرية و أشار السيد الوزير إلى أنه إذا كانت مهمة المؤسسة العسكرية هي في الأساس الدفاع عن الوطن والحوزة الترابية فان أداء مثل هذه المهمة في ظل نظام ديمقراطي تعددي يقتضي الانفتاح على الرأي العام واطلاعه على الطبيعة الخاصة لعمل القوات المسلحة وما يقتضيه هذا العمل من ضرورة التحلي بالروح الوطنية والمسؤولية العالية والكفاءة والاحتراف والجاهزية فضلا عن حماية الأسرار العسكرية في ظروف السلم والحرب .
ويمكن للصحافة في هذا الإطار ومن باب الأمانة الأخلاقية أن تكون سندا للقوات المسلحة وحلقة وصل لإبلاغ هذه الرسالة النبيلة مع مراعاة خصوصيات النشاط العسكري والابتعاد عن بث المعلومات التي قد يستفيد منها العدو أو يمكن بشكل أو بآخر أن تؤثر سلبا على معنويات الجيش وختم السيد الوزير كلمته قائلا نحن على ثقة كاملة بأن جسور الانفتاح والثقة والتفاهم بين الصحافة والقوات المسلحة هي وحدها الكفيلة بتأمين العبور نحو المصادر الموثوقة وبالتالي إقامة علاقة حقيقية تراعي واجبات الصحفيين وأمانة أفراد المؤسسة العسكرية . وقد تناول الكلام بعد ذلك السيد ممدو سي رئيس تجمع الصحافة الموريتانية حيث رحب في البداية بالحضور وبتلبية الدعوة إلى هذه الورشة التي تنعقد في الوقت الذي يخوض فيه بلدنا وقواتنا المسلحة وقوات أمننا كفاحا ضاريا ضد الإرهاب ولحماية سيادة حوزتنا الترابية نحن لدينا الحق في الأخبار حيث أن الحق في الحصول على الخبر الصحيح هو حق مكفول للمواطن ولكن في إطار احترام قواعد أخلاقياتنا وحماية مصالح الأمة وقد أفسح المجال بعد ذلك أمام المتدخلين من العسكريين والإعلاميين حيث تناول المتدخلون التغطية الصفية للحرب على الإرهاب من خلال مجموعة من المحاور والأسئلة وتناوب على الكلام فيها نخبة من العسكريين والصحافة . وقد أجمع المتدخلون على الإشادة بالندوة باعتبارها أول حوار مباشر بين المؤسسة الإعلامية والأسرة الصحفية ، يتناول قضية شائكة مثل الحرب على الإرهاب رغم شكاوى البعض من ضيق الحيز الزماني الذي أشاروا إلى أنه يخنق النقاش في قضية حساسة كهذه كما حصل إجماع على ضرورة قيام شراكة بين الصحافة والجيش وضرورة تكامل دورهما في خدمة المواطن كل من زاويته .
وقد أشار المتدخلون من المؤسسة العسكرية إجمالا إلى الخطورة المترتبة على نشر المعلومات الخاصة بتحركات الوحدات العسكرية والى التأثير السلبي لإعطاء معلومات مشكوك بصحتها على معنويات الجنود وهم في ساحة المعركة .
كما تمت الإشارة إلى خطورة إعطاء معلومات مجانية للعدو من طرف مؤسسة هدفها الأول والأخير خدمة المواطن وتنويره مثل اتجاه حركة الوحدات وإعداد الوحدات العسكرية والتحويلات في صفوف الضباط والقادة العسكريين .
وراى أغلب المتدخلين من الجانب الصحفي ضرورة انفتاح المؤسسة على الصحافة الوطنية وإعطائها الأولوية في التصريحات والمعلومات المتعلقة بالأحداث ذات الطابع العسكري وضرورة التواصل الفعال معها .
وتم التأكيد على أهمية احترام الصحافة والتعامل معها ، ومع منتسبيها كشركاء فاعلين يستحقون التقدير والاحترام ، والى ضرورة حقهم في المعلومة ، كما هو منصوص في القوانين المحلية و الأعراف والتقاليد الدولية .
وتمت الإشارة إلى أهمية تطويرالأداء الإعلامي للمؤسسة العسكرية ، وصولا إلى إستراتيجية إعلامية للحرب على الإرهاب ، لاحظ معظم المتدخلين أنها ما زالت غائبة عن مؤسستنا العسكرية .
وخلصت الندوة إلى ضرورة إقامة شراكة متينة بين المؤسسة العسكرية والأسرة الصحفية قوامها :
-إعطاء المعلومة الدقيقة وبسرعة
-الانفتاح على الصحافة الوطنية دون تمييز وإعطاؤها الأولوية باعتبارها الشريك الأهم .
-تكوين الصحافة على التغطيات العسكرية وتوضيح المخاطر المترتبة على نشر خبر بعينه
-احترام حق الصحفي في النشر،وحق المواطن في الحصول على المعلومات .
-المزيد من المهنية والتحري، واحترام أخلاقيات مهنة الصحافة عموما .