بمناسبة الذكرى 48 لعيد الاستقلال الوطني، وجه الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للدولة رئيس الدولة خطابا هاما إلى الأمة، أوضح من خلاله التوجهات الكبرى للمرحلة القادمة والتي خص منها القضايا الأمنية والمشاكل السياسية والاقتصادية التي تشكل أولويات الحكومة الحالية ونوه رئيس المجلس الأعلى للدولة بهذه الذكرى، وما تحمله من دلالات هامة بالنسبة لكل الموريتانيين، وما ترمز إليه من حرية وفخر واعتزاز. كما عبر عن امتعاضه الشديد لكون هذا اليوم الأغر تمر ذكراه48 والبلاد تعيش نفس المستوى التنموي الذي كانت عليه آنذاك، على الرغم من توفرها على مقدرات هائلة. فمن غير المنطقي أن تعيش شريحة من السكان في ظل الفقر والجهل والبطالة، والبلاد تمتلك شواطئ غنية بالأسماك وأرضا مليئة بالثروات المعدنية وسوقا تزخر بفرص العمل. ومن غير المقبول أن تنتشر الأمية ويعم الجهل أحفاد العلماء الأفذاذ، أهل المنارة والرباط، حملة العلم وناشري الدين في أرجاء المعمورة.ومن هذا المنطلق دعا رئيس الدولة الجميع إلى التأمل مليا في هذه الوضعية، والعمل سويا على بناء دولة القانون التي يتمتع فيها كل مواطن بالأمن و الاستقرار والرخاء. ولأجل ذلك اعتمدت السلطات العمومية مقاربة جديدة في الحكم ترتكز على قرب الإدارة من المواطن وجعلها في خدمته وتطهيرها من كافة الممارسات المشينة، الشيء الذي يتطلب العمل على محاربة الرشوة والفساد واختلاس المال العام في كل المصالح العمومية.أما في ميدان مكافحة الإرهاب فقد وجه رئيس المجلس الأعلى للدولة نداء لكل المواطنين للمشاركة بفعالية في محاربة الإرهاب والتحلي بالحذر وروح المسؤولية في مواجهة كل أشكاله. وأكد على نية السلطات العمومية في إعادة تنظيم القوات المسلحة وقوات الأمن الوطنية على أسس جديدة، لتمكينها من الاطلاع بكفاءة المهام المنوطة بها وضمان الدفاع عن الوطن والسهر على أمن المواطنين واستقرار البلد.
وفي هذا الإطار سيتم إنشاء وتجهيز وحدات عسكرية تغطي كافة التراب الوطني.كما سيتم دعمها بقوة جوية رادعة. كما شدد رئيس المجلس الأعلى للدولة على اتخاذ تدابير صارمة من اجل القضاء على ترويج واستخدام المخدرات ومحاربة الهجرة السرية ومواجهة الأزمة الأخلاقية التي تعصف بالبلد وتتجلى في الإخلال بالقوانين وتجاوز القيم السامية للمجتمع. وعلى صعيد الوحدة الوطنية أكد فخامته عزم السلطات اتخاذ جملة من الإجراءات تهدف إلى القضاء على بقايا العبودية وخلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين وإدماجهم في الحياة النشطة، والتوصل إلى حل عادل مرضي للماضي الإنساني المؤلم.
كما أكد أن ميادين التهذيب الوطني والتنمية الريفية والبنى التحتية ستعرف إصلاحات هامة وقفزة نوعية في آجال قريبة. وأكد سيادته أن ذكرى الاستقلال منا سبة لتذكر أبطال الأمة و شهداء الوطن، الذين قدموا حياتهم في سبيل الذود عن حمى البلد والرفع من شأنه، داعيا الله العلي القدير أن يتغمدهم برحمته ويشملهم بعفوه ورضاه.