عندما حلت الكارثة بمدينة الطينطان إثرالفيضانات التي غمرتها يوم 07 ـ 08 ـ 2007، تلقت المنطقة العسكرية الخامسة والإدارات الجوية والبحرية والهندسة العسكرية، التعليمات من قائد الأركان الوطنية بالتدخل الفوري وبكل الوسائل المتوفرة، من أجل إنقاذ الأرواح البشرية والممتلكات ومساعدة السكان في إخلاء المناطق الخطرة والمشاركة الفعالة في نشر الأمن وطمأنة السكان، لقد كان لحضور القوات المسلحة وقوات الأمن في اللحظات الأولى للكارثة في عين المكان، الأثر المعنوي الكبير، والدلالة البالغة على مدى اهتمام السلطات العمومية ومتابعتها لتطورات الأوضاع في المنطقة.
وقد كان الوصول المبكر لطائرة تابعة لسلاح الجو الوطني مجهزة بوسائل تصوير متطورة، فضل كبير في تحسيس الرأي العام الوطني والدولي بهول الكارثة، وذلك بواسطة الصور المعبرة التي وفرتها لأجهزة الإعلام الوطني (التلفزيون الوطني والصحف).
وفور الإبلاغ عن حدوث الكارثة، وضعت وحدات المنطقة العسكرية الخامسة في حالة تأهب قصوى. وبالتنسيق مع الإدارة المحلية (ولاية الحوض الغربي) تحركت بعض عناصرها في نفس اليوم إلى عين المكان، وقامت باستطلاعات أولية مكنت من تحديد مكان مناسب لعبور الأشخاص. وتوالت عمليات الإنقاذ مدة 72 ساعة بوتيرة مكثفة حيث استطاعت تأمين العبور لحوالي 2000 شخص في ذلك اليوم والأيام الثلاثة التي تلته، وكان معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ والمرضى. كما نقل الطيران العسكري على وجه السرعة فريق الغطاسين البحريين ومجموعة من الزوارق، مكنت فرق الإنقاذ من تحسين أدائها، خصوصا بوجود آليات الهندسة ووحدات مشاة البحرية. وبعد الأيام الثلاثة الأولى تم فتح نقطة عبور بواسطة الزوارق، حيث استمرت عمليات الإنقاذ المتخصصة، وكانت تركز مثل الأولى على الضعفاء من المواطنين. وقد استخدمت في عمليات الإنقاذ طائرة وعشر سيارات منها شاحنتان كبيرتان و 2 زورق، وشارك فيها حوالي 120 فردا دون الطواقم الجوية وعناصر الهندسة وكذلك عناصر التدخل التي ظلت جاهزة انطلاقا من المواقع الخلفية. هذا بالإضافة إلى العون السريع الذي أرسلته الأركان الوطنية من خيام وأغطية وأسر والذي مكن من تجهيز المخيم الأول الذي أقيم لصالح المتضررين. كما ساهمت الوسائل الثقيلة من جرافات وشاحنات في فك العزلة عن المنطقة والمناطق الشرقية للبلد. وقد نوهت السلطات المحلية بتدخل الجيش في عمليات الإنقاذ واعتبرته المنقذ الرئيسي للمدينة. كما أعرب المواطنون عن سرورهم بالتدخل السريع للجيش الذي عزز ثقتهم في وطنهم وفخرهم بكفاءة قواتهم المسلحة.
من أقوال الصحافة
"إن ما حدث في مدينة الطينطان مؤخرا، كان الجيش فيه أكبر مظلوم إعلامي، فقد انبرت كل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لتوضيح ما قامت به، وبقي الجيش الذي كان في طليعة المتدخلين وصاحب الفضل الأكبر في إنقاذ الأرواح والمال والمتاع، لم يدرك حقيقة دوره إلا من عاشوا المأساة هناك، بينما لم يعرف الجمهور الآخر شيئا عن حقيقة تلك التضحيات وتلك الجهود الجبارة التي بذلت، فقد كان من الأولى أن يتحدث ناطق باسم الجيش للصحافة، ليوضح تلك الجهود وطبيعة التدخل، ويقدم أرقاما ومعلومات تمكن المواطن العادي من الإطلاع على جانب من خدمات الجيش لهذا الوطن."
محمد محمود وأبو المعالي ـ أخبار نواكشوط