افتتاحية العدد 101... البعد الإنساني في خدمة الواجب

 تشكل العناية بالعنصر البشري إحدى تجليات روح الاهتمام والعناية التي تعكس حرص القيادة، على ترسيخ القيم والمبادئ المبنية على تعزيز اللحمة والتضامن وصدق الانتماء.

فوراء كل جندي مرابط أسرة تنتظر وأبناء يترقبون.. وتحت صلابة بِزَّته العسكرية قلب يهتم ويرعى، ويستشعر مسؤوليات وواجبات أُسرية جمَّة ومتشعبة، تتقاطع في تفاصيل يومه، ولكل منها تأثير على روحه المعنوية، وعلى كفاءته وقدرته على الصمود.

ومن هذا المنطلق، جاء قرار إنشاء وتفعيل مديرية الشؤون الاجتماعية بالأركان العامة للجيوش، لتكون الجهة الرسمية المعنية حصريًا بمعالجة القضايا الاجتماعية للعسكريين، وهو قرار شكل تحولا مفصليًا في بنية الجيش الوطني، وخطوة استراتيجية نحو تلبية حاجات العسكريين وأسرهم، عبر توطين حلول القضايا الاجتماعية داخل البيت العسكري، بعيدًا عن تعقيدات المساطر القضائية والحقوقية..

 ليجسد هذا الصرح الناشئ بُعدًا إنسانيًا عميقًا في خدمة الجندي.

لم تقف العناية عند حدود الخدمة العسكرية، بل تجاوزتها لتشمل احتضان المتقاعدين، وإشراكهم في تكوين الأجيال الصاعدة، لتلقين الشباب قيم الوطنية المسؤولية والانضباط، عبر شراكات مثمرة بين وزارة الدفاع ومختلف قطاعات الدولة.

كما اتسعت لتشمل أبناء الشهداء، الذين يحظون اليوم باهتمام خاص، وتحفيزات مضاعفة، عرفانًا لتضحيات آبائهم، وحرصًا على تمكينهم من مواصلة طريقهم بثقة وكرامة.

ومن تجليات هذا البُعد الإنساني النبيل، تشكيل لجان لتقدِّم التعازي باسم قائد الأركان العامة للجيوش لذوي العسكريين المتوفِّين، ولتسلِّمهم مساعدات مالية فورية، تمثل رسالة رمزية بأن المؤسسة العسكرية لا تنسى أبناءها في المحن.

هي إذاً لمسة وفاءٍ من الجيش لأبنائه البررة، وبعد إنساني جديد  يعلي من شأن العسكري، بصفته إنسانا يتمتع بحقوق كاملة، وهموم تستحق العناية والاحتواء..

 

جمعة, 25/07/2025 - 11:57

كان الجيش الوطني شاهدا على لحظة ميلاد الدولة وراعيا لمرحلة التأسيس وحاضرا في عملية البناء وفاعلا في صنع المستقبل...
كان منذ البداية عينا ساهرة على أمن المواطنين وعزة الوطن ولسوف يظل على هذا النهج.

تابعنا على فيسبوك