مداد البندقية "العدد 101" ... قرابين.. على مذبح الطاعة

 

     يحكى أن الزعيم النازي أدولف هتلر أراد أن يختبر ولاء جنوده قبل البدء في تنفيذ مشروعه الكبير لاحتلال أوربا الغربية وخلق المجال الحيوي لألمانيا الكبرى.
كانت البلاد قد انتفضت للتو من ذل قيود معاهدة فارساي وكانت الروح الوطنية الألمانية التي أججها هذا الديماغوجي الكبير على أوجها... فكر هتلر مليا في نوعية الاختبار وفي طريقة تنفيذه، وأخيرا اتخذ قراره...اختار عشوائيا إحدى تشكيلاته العسكرية.. ولج إلى داخل الثكنة، كان الجميع في حالة استعداد لتنفيذ أوامر الفوهرر.. طأطأت الروس وتوقفت الأنفاس.. فالزعيم سوف يصدر أوامره، لكن هذا الأخير كان يريد ما هو أكثر من ذلك بكثير.. تفقد الحضور وجال ببصره.. طالعه أحد الحراس هناك.. في مرمى البصر فوق قمة إحدى العمارات الشاهقة.. كان هذا الجندي مثل غيره من الجنود يتحرق شوقا لتلبية رغبة الزعيم الذي "خلص الشعب الألماني".. حلت اللحظة النفسية التي طالما انتظرها هتلر.. أشار الزعيم على هذا الجندي أن يوافيه في أسرع وقت ممكن.. لم يملك الحارس فسحة من الوقت للتفكير، أدرك أن عليه فقط أن يوافي الفوهرر في اللحظة التي أراده فيها.. قفز إليه في الحال وسقط أمامه صريعا.. قضى الجندي بين يدي القائد بعد أن أنجز مهمته ونفذ الأوامر، لم يفكر لحظة في مبررات هذا الأمر الغريب.. قدم نفسه قربانا على مذبح الطاعة.. ورغم هذا القربان، سعى هتلر إلى دليل آخر على ولاء جنوده.. كان يعلم، شأنه في ذلك شأن أي قائد آخر أن الانضباط هو سر قوة الجيوش..
قرر هتلر خوض تجربة أخرى.. سحب عينة عشوائية من جنوده وحرص على أن تكون العينة من مختلف تشكيلاته العسكرية، نقل جنوده إلى ميدان الاختبار.. اختار أعلى قمة.. صعد بهم إلى الجبل وأمرهم بتشكيل طابور عسكري، وأصدر إليهم الأمر بالتقدم.."أمام سر".. تقدم الجنود إلى الهاوية.. إلى الموت المحقق، وبدأوا بالتساقط الواحد تلو الآخر، لم يحدث أن تراجع أي منهم أو تقهقر أو تردد..عندما سقط نصفهم أو مات على الأصح، أمر البقية بالتوقف.. هنا تشكلت لديه القناعة التي طالما بحث عنها، أصبح الآن يملك سر القوة، فهو قد كسب ولاء جنوده ووهبوه أرواحهم وبإمكانه أن يغزو العالم دون خوف أو تردد.. أعلن هتلر انسحابه من معاهدة فارساي، وأعاد تسليح ألمانيا وأعد العدة لمشروعه العظيم.. وفي غفلة من الزمن وبينما كانت بريطانيا وفرنسا تستلطفان الدكتاتور، أصدر هذا الأخير أوامره الصارمة في الثالث من سبتمبر سنة 1939 إلى القطعات المدرعة الألمانية باجتياز الحدود البولونية، ليبدأ بالفعل التاريخ الرسمي للحرب العالمية الثانية.. وفي أشهر معدودة ابتلع الرايخ الثالث النمسا وبولونيا وفرنسا..احتل أوربا الغربية ووصلت وحداته المدرعة إلى مشارف موسكو ودمر لندن..

جمعة, 25/07/2025 - 11:33

كان الجيش الوطني شاهدا على لحظة ميلاد الدولة وراعيا لمرحلة التأسيس وحاضرا في عملية البناء وفاعلا في صنع المستقبل...
كان منذ البداية عينا ساهرة على أمن المواطنين وعزة الوطن ولسوف يظل على هذا النهج.

تابعنا على فيسبوك