الطائرة المسيرة عنوان المرحلة

الطائرة المسيرة عنوان المرحلة

 

المختار أحمد سالم، مهندس رئيس في الطيران المدني

مدير مكتب الخبير للاستشارات والتكوين في مجال الطيران المدني

 

تشكل الطائرات المسيرة حقلا جديدا تعمل المنظمة الدولية للطيران المدني بالتعاون مع دولها الأعضاء والمصنعين على تحديد ماهيته بغية ضبط استخدامه بما يضمن سلامة وانسياب حركة الطيران المدني في المطارات وعبر المسارات المخصصة لها. ويرجع الاهتمام المتزايد بتنظيم هذا الحقل إلى النمو المتسارع الذي شهدته تطبيقات أنظمة الطائرات المسيرة في العقود الأخيرة. فبالرجوع إلى الوراء، نلاحظ أن بواكير المسيرات التي انتجتها القوات الملكية البريطانية سنة 1917 وطورتها سنة 1924 لم تشكل زخما تجاريا فلم يتم استخدام المسيرات عسكريا بشكل فعلي قبل حرب فيتنام 1955 _ 1975 وحرب أكتوبر 1973. وقد صنعت المسيرات الفارق الكبير لصالح إسرائيل في حربها على القوات العربية السورية في وادي البقاع بلبنان سنة 1982، حيث تم القضاء على جزء كبير من طائرات الميج السورية بواسطة أسراب من الطائرات المسيرة الإسرائيلية. وتوالى استخدام المسيرات لاحقا بشكل مكثف في الحروب الأمريكية في الخليج العربي وفي افغانستان.

وقد أسهم التطور السريع في تقنيات تحليل البيانات عن طريق استخدام خوارزميات وبرامج مطورة وبمساعدة شبكات  اللاسلكي والسعة الكبيرة للحواسيب بربط هذه الطائرات بصفة مباشرة ببرامج وخوادم أنترنت تستقبل منها المعطيات تلقائيا وتقوم بتحليلها وتخزينها لإنارة المسؤولين حول اتخاذ القرار المناسب. كما صاحب هذه الثورة البرمجية تطور هائل للتصوير الرقمي عن طريق وسائط صغيرة الحجم خفيفة الوزن عالية الدقة وسُجل كذلك تطور كبير في برامج وخوارزميات تحليل الصورة ونماذج الذكاء الاصطناعي مما سمح بجعل الطائرة المسيرة منصة متعددة الاستخدامات، ذات استقلالية كبيرة تسمح لها بالطيران لمسافات أطول ولزمن أكثر. فكلما كانت الكاميرات أصغر حجما وأخف وزنا كلما أتاح ذلك الفرصة لحمل بطاريات أكبر تسمح بالتحليق لفترة أطول. وقبل التعرف على مكونات وأنواع نظم الطائرات المسيرة من النواحي الفنية والاستخداماتية، لا بأس من إلقاء نظرة موجزة على التدابير التنظيمية الخاصة بها على المستويين الوطني والدولي.

  • التدابير التنظيمية: تهدف التدابير التنظيمية للطائرات المسيرة إلى الحفاظ على سلامة وأمن الطائرات المدنية والأفراد والمنشآت التي قد تتضرر من جراء استخدام تلك الأنظمة. وقد تختلف طبيعة الضرر المذكور من ضرر جسمي جراء الارتطام بها إلى الأضرار المعنوية المتعلقة بانتهاك الخصوصية أو بالخروقات الأمنية والاستخباراتية.

1.1. التدابير التنظيمية على المستوى الوطني:

تنص المادة رقم 52 من القانون رقم 040 - 2018 المتضمن لمدونة الطيران المدني للجمهورية الإسلامية الموريتانية على أن كل طائرة بدون طيار تحتاج لإذن خاص من السلطات المختصة لولوج المجال الجوي الوطني. وتُلزم نفس المادة مشغلي هذه الطائرات باتخاذ ما يلزم لضمان سلامة الطائرات المدنية.

وفى إطار تطبيق مقتضيات المدونة آنفة الذكر، يندرج المقرر رقم 0035 - 22 الصادر بتاريخ 12 يناير 2022 عن وزارة التجهيز والنقل، المتضمن للنظام الفني الموريتاني للطيران المسير RTA RPAS (DRONE) حيث يبين بإسهاب الأسس العملية لتنظيم نشاط الطائرات المسيرة ذات النشاط المدني، بجميع أشكالها، على التراب الوطني الموريتاني. فبالإضافة إلى الجانب الإجرائي، يحدد النظام الفني للطيران المسير أنواع المسيرات ومتطلبات تسجيلها وتشغيلها.

وفي إطار تطبيق مقتضيات الملحق الثاني لاتفاقية شيكاغو المتعلق بقواعد الجو، يحدد النظام الوطني قواعد التتبع المرئي وغير المرئي للطائرات المسيرة وقواعد التشغيل في جوار مسارات الطائرات المأهولة. كما يبين النظام كذلك قواعد التشغيل في الفضاءات الجوية المراقبة وغير المراقبة وفي الفضاءات الجوية ذات النظام الخاص وفي المطارات وحولها. ويبرز هذا النظام واجبات مالك ومسير الطائرة المسيرة ويحدد أنواع المسيرات التي تحتاج ترخيص تشغيل من الجهات المختصة وتلك التي يكفيها إذن من الوكالة الوطنية للطيران المدني. وفي الجانب الفني، يحدد النظام الوطني للمسيرات الضوابط الأمنية للتشغيل فيما يخص حماية خصوصيات الأفراد والتدخل غير القانوني واختطاف الطائرات. وينص النظام المذكور على ضرورة إشعار السلطات الإدارية بأي نشاط للطائرات المسيرة مع تحديد منطقته.

يتضح من خلال الجدول أعلاه أن المسيرات التي يزيد وزنها الصافي عن 25 كغ، المُخصصة للاستخدامات المهنية، يحتاج تشغيلها لرخصة استخدام، بينما يكفي الحصول على إذن تشغيل بالنسبة للمسيرات التي يقل وزنها أو يساوي 25 كغ. ويمنع طبقا لهذا النظام استخدام المسيرات التي يزيد وزنها عن 5 كغ ويقل أو يساوي 25 كغ للأغراض الخصوصية أو الترفيهية ويمنع استخدام تلك التي يزيد وزنها عن 25 كغ لنفس الأغراض أو في العروض الجوية.

وفي كل الأحوال يُلزم النظام الوطني للمسيرات المالكين أو المشغلين أومن يمثلونهم بالتصريح بمسيراتهم لدى مصالح الوكالة الوطنية للطيران المدني وباستيفاء الإجراءات الضرورية للحصول على رقم تعريف وطني للطائرة المسيرة قبل استغلالها.

1.2. التدابير التنظيمية

على المستوى الدولي:

اعتبرت المنظمة الدولية للطيران المدني أن الطائرات المسيرة يمكن اعتبارها نوعا جديدا من الطائرات غير المأهولة كالمنطاد الهوائي وهي بذلك تدخل تحت طائلة المادة 8 من الاتفاقية الدولية للطيران المدني المعروفة باتفاقية شيكاغو والتي تنص على أن أي طائرة قادرة على الطيران بدون طيار لا يسمح لها بالتحليق في أجواء دولة عضو إلا بعد الحصول على إذن من تلك الدولة ووفقا لمقتضيات ذلك الإذن. ووفقا لنفس لمادة، تلتزم كل دولة عضو بأخذ التدابير الازمة لضمان أن تحليق هذا النوع من الطائرات لن يشكل أي خطر على سلامة الطائرات المدنية.

2. استخدامات الطائرات المسيرة:

تتميز الطائرات المسيرة بتعدد المهام الحيوية التي يمكن أن تقوم بها سواء تعلق الأمر بالنشاطات المدنية أو بالاستخدامات العسكرية.

2.1. الاستخدامات المدنية للطائرات المسيرة

2.1.1. المجال الزراعي:

تُستخدم الطائراتُ المسيرة في مجال الزراعة وخصوصا فوق المساحات الزراعية الشاسعة، حيث تستطيع الطائرة المسيرة تزويد المُزارع بصور آنية عن وضعية المحاصيل وأنواع المخاطر المحدقة بها بغية التدخل في الوقت المناسب لحماية مزرعته أو تحسين محصوله. كما يمكن استخدامها لرش المبيدات والأسمدة الزراعية ولرمي البذور فوق مساحات شاسعة.

2.1.2. المجال الرعوي:

تسمح الكاميرات الرقمية المحمولة بتتبع حركة قطعان الماشية فوق مساحات شاسعة وخصوصا فوق المناطق ذات التضاريس الوعرة و يمكن استخدامها لتتبع الحيوانات الشاردة وفي البحث عن الضوال. ويمكن تزويدها بآليات تصدر أصوات الحداء التي تعودها القطيع وذلك من أجل توجيهه أو تسريع حركته أو زجره...

2.1.3. المجال الصحي:

يمكن للطائرات المسيرة التحليقُ بسرعة حول المناطق المنكوبة بغية تزويد أصحاب القرار بالمعلومات الضرورية لاتخاذ التدابير المناسبة لتسيير الكوارث والأوبئة بصورة سريعة وفعالة. كما تسمح بنقل العينات إلى مراكز التحاليل الطبية بصورة سريعة وآمنة وكذلك بنقل الأدوية والأدوات الطبية إلى المناطق النائية والخطرة كمناطق الحروب والكوارث.

2.1.4. إطفاء الحرائق:

يعمل مهندسون روس على تطوير طائرة مسيرة لإطفاء الحرائق، ستكون قادرة على التدخل في حرائق المباني الشاهقة. وستسمح بتقليل المخاطر التي يتعرض لها رجال الإطفاء حيث ستنتفي الحاجة إلى وجودهم على مقربة من المناطق الخطرة.

2.1.5. رسم الخرائط والممرات:

تسمح الطائرات المسيرة المجهزة لذلك الغرض بالقيام بعمليات المسح ورسم خرائط الممرات لمشاريع مثل الطرق والسكك الحديدية وخطوط الطاقة وغيرها وذلك بطريقة أسهل وأرخص بكثير من الطرق التقليدية. حيث يمكن استخدام نظامMicro-drone Mapper 1000DG لإنجاز المخططات بدرجة عالية من الدقة على مساحات كبيرة بوسائل بشرية ومادية محدودة ودون الحاجة لنقاط مرجعية أرضية.

2.2. الاستخدامات العسكرية للطائرات المسيرة:

أصبحت الطائرات المسيرة مكونا أساسيا في القوات العسكرية الجوية في الجيوش الحديثة لما أظهرت من كفاءة عملياتية ومن فارق كبير في الكلفة مقارنة مع الطائرات العسكرية المأهولة. وتُستخدم المسيرات العسكرية للقيام بالأدوار التالية:

2.2.1. كشف الأهداف والاستطلاع الاستخباراتي: تملك بعض المسيرات قدرةَ استطلاع كبيرة في جميع الظروف عن طريق مستشعرات كهروضوئية ورادارية وأجهزة استشعار أخرى. وتستطيع التحليق بسرعة منخفضة فوق ساحة المعركة مشكلة دعمًا استخباراتيًا للجيش في الوقت الفعلي.

2.2.2. اسقاط بعض الأجهزة والمواد الخاصة ببعض المهام:

يمكن استخدام المسيرات لتحديد أهداف يجري قصفها بشكل غير مباشر انطلاقا من طائرات عسكرية مأهولة أو من منصات صواريخ أرضية أو بواسطة بوارج بحرية، أو بشكل مباشر عن طريق إسقاط أو إطلاق الذخائر من المسيرات نفسها.

2.2.3. تنفيذ ضربة عسكرية خاطفة:

يمكن للطائرات بدون طيار أن تحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة الهجومية الدقيقة لمهاجمة الأهداف البرية والبحرية، وأن تحمل صواريخ جو-جو للقتال الجوي. ويمكن للمسيرات المجهزة لذلك أن تجمع بين وظيفتي المراقبة والهجوم، حيث ترصد وتراقب الأهداف المهمة وتنقض عليها في الوقت المناسب.

2.2.4. اعتراض الإشارات:

نظرًا لمزاياها الفريدة في ساحة المعركة، يمكن للطائرة بدون طيار الإقلاع في أي وقت وفي أية ظروف بيئية، لاعتراض المعلومات الكهروضوئية مثل التوجيه بالليزر والتشويش على وسائل اتصال العدو من أجل عرقلة قدراته على الهجوم وعلى القيادة والاستطلاع.

2.2.5. ربط الاتصال:

يعد نظام الاتصالات هو شريان الحياة للقيادة والسيطرة في ساحة المعركة، وهو بذلك يشكل هدفا حيويا لكلا الطرفين. وفي هذا المجال يمكن لشبكة الاتصالات المُعتمدة على الطائرات بدون طيار أن تشكل روابط اتصالات احتياطية قوية ومتعددة.

2.2.6. الخدمات اللوجيستية:

تُستخدم الطائراتُ بدون طيار للقيام بمهام الدعم اللوجستي مثل نقل المعدات والوقود وإجلاء المرضى والجرحى...

2.2.7. مجال الإنذار المبكر:

يمكن اطلاق طائرات مسيرة من طائرة أم للعمل في مناطق خارج نطاقها بهدف الإنذار المبكر.

3. صناعة أنظمة الطيران المسير:

كانت المصانع الإنجليزية والأمريكية والإسرائيلية تسيطر على سوق الطائرات المسيرة حتى سنة 2000 قبل أن يُقنع الطالب الجامعي التركي سلجوق بيرقدار دولته بالاستثمار في هذا المجال. وتسابق العالم المُصنع لاحقا لإنتاج وتطوير المسيرات، حيث وصل عدد الدول المهتمة بهذه الصناعة، سنة 2012، حدود 76 دولة تعمل على صناعة وتطوير 900 نظام من نُظم الطائرات المسيرة.

وفي سنة 2023 تصدرت الشركات الخمس التالية بالترتيب قائمةَ مصنعي الطائرات المسيرة المدنية: DJI من الصين، Skydio من الولايات المتحدة الأمريكية، XAG من الصين، Parrot من فرنسا و JOUAV من الصين.

كما تصدرت الشركات الخمس التالية بالترتيب قائمة مصنعي الطائرات المسيرة ذات الاستخدام المزدوج: Insitu من الولايات المتحدة الأمريكية، Schiebel من استراليا، Edge Autonomy، من الولايات المتحدة الأمريكية، Quantum Systems من المانيا و Idea Forge من الهند.

فيما يخص التصميم والتشغيل، تعتمد الطائرات بدون طيار، على غرار جميع الطائرات، على القوانين الفيزيائية في تصميمها. كما يستخدم الطيران المسير أنظمة الملاحة الجوية العالمية المعتمدة على منظومات الأقمار الاصطناعية مثل GPS الأمريكي وGLONASS الروسي و GALILEO الأوروبي لتحديد الموقع والتوقيت في أي مكان من العالم وفي كل الظروف الجوية. ويجري التحكم في المسيرات عن طريق شبكة أنترنت لاسلكي. WIFI

3.1. مكونات الطائرة المسيرة

3.1.1. الإطار أو الهيكل AIRFRAME: ويصنع من ألياف الكربون نظرا لخفتها النسبية وقوتها.

Full carbon fiber airframe

3.1.2. المحرك: يخضع في قوته لمعادلة تأخذ في الحسبان وزنَ الطائرة. فكلما كانت الطائرة أثقل كانت بحاجة إلى محركات تولد قوة دفع أكبر وإلى تصميم ايروديناميكي يولد قوة رفع أكبر.

iPower GM2804 Gimbal Motor

وإضافة إلى ذلك يحتاج تشغيل الطائرات المسيرة إلى الأنظمة التالية:

3.1.3. وحدة قياس القصور الذاتي INERTIAL MEASUREMENT UNIT

وهي مكونة من ثلاثة عناصر:

3.1.3.1. مقياس التسارع الرقمي ACCELEROMETER:

تُستخدم مقاييس التسارع لتحديد موقع واتجاه الطائرة بدون طيار أثناء الرحلة. حيث يسمح بحساب قوة التسارع التي تتعرض لها الطائرة على المحاور الثلاثة، X وY وZ. ويحدد مقياس التسارع زاوية الميل والتسارع الخطي في الاتجاهين الأفقي والرأسي. وتسمح هذه المعطيات بحساب سرعة الطائرة بدون طيار وبمعرفة معدل تغير ارتفاعها.

Three Axis Accelerometers (TAA)

3.1.3.2. جيروسكوب رقمي DIGITAL GYROSCOPE: يسمح الجيروسكوب بمتابعة حركة الطائرة على جميع المحاور بما في ذلك كشف درجة الميل. وتعد الجيروسكوبات أداة متعددة الاستخدامات لقياس الاتجاه والحفاظ عليه. وهذا مهم بشكل خاص للطائرات بدون طيار المستخدمة في التصوير الجوي. حيث تقتضي طبيعة عملها أن تظل مستقرة ومستوية لالتقاط أفضل الصور. ويكتشف مستشعر الجيروسكوب السرعة الزاوية في محاور الحركة الثلاثة (Pitch، Roll، وYaw).

3.1.3. 3 المقياس المغناطيسي الرقمي والبوصلة

MAGNETOMETER & COMPASS:

لمعرفة درجة الدوران وهو أكثر كفاءة من الجيرسكوب لأن حساسيته شديدة فهو يستشعر المجال المغناطيسي للأرض. حيث يقيس شدة المجال المغناطيسي واتجاهه مما يساعد الطائرة بدون طيار على تحديد الشمال المغناطيسي وتغيير مسارها وفقًا لذلك. Compass rose

3.1.4. مقياس الضغط الجوي BAROMETER:

يسمح الباروميتر بحساب ارتفاع الطائرة المسيرة عن طريق قياس ضغط الهواء خارج الطائرة ومقارنته بالضغط المرجعي وتحويل الفرق إلى مسافة عمودية وفق معادلة تغير الضغط الجوي مع الارتفاع.

مستشعر البارومتر

3.1.5. مستشعر نظام تحديد الموقع GLOBAL POSITIONNING SYSTEM:

يتم تجهيز الطائرة بدون طيار بجهاز استقبال GPS يمكنه استقبال إشارات من أقمار صناعية متعددة ضمن النظام العالمي لتحديد الموقع (GPS). فاعتمادًا على موقع مصدر القمر الصناعي، سيختلف الوقت الذي تستغرقه وحدة GPS الخاصة بالطائرة بدون طيار لاستقبال الإشارة. يمكن تحديد موقع الطائرة بدون طيار عن طريق تثليث الموقع النسبي للطائرة بدون طيار من الأقمار الصناعية المختلفة للنظام العالمي لتحديد الموقع (GPS). ويتم تحديد دقة الموقع من خلال قوة الإشارة التي تستقبلها وحدة GPS الخاصة بالطائرة بدون طيار وعدد الأقمار الصناعية الواقعة ضمن نطاقها.

مستشعر نظام تحديد الموقع

وتتميز الطائرات المسيرة الحديثة بقدرتها على العودة من تلقاء نفسها إلى نقطة انطلاقها، أو إلى حيث يوجد مُرسلها، وذلك بمساعدة أقمار ال GPS. ويمكن الاستفادة من هذه الخاصية يدويًّا بواسطة جهاز تحكم، أو آليًّا في حال انقطاع الإشارة وعدم التحكم بها، أو في حال ضعف البطارية، حيث تقوم الطائرة الذكية بتقدير المسافة والطاقة اللازمة للعودة لنقطة الإنطلاق.

3.1.6. وحدة التحكم في الطائرة المسيرة DRONE FLIGHT CONTROLLER:

تتصل الطائرة المسيرة بوحدة التحكم أو بهاتف ذكي عن طريق شبكة wifi. و يتم التحكم في المسيرة عن طريق إرسال إشارات وأوامر واستقبال صور متحركة ترسلها الطائرة ويتم عرضها على شاشة العرض المتصلة بوحدة التحكم.

  Mobile Tactical UAV Controller

4. مصادر الطاقة

المستخدمة لتشغيل المسيرات:

توجد حاليا أربعة مصادر لتشغيل المسيرات وهناك مصدران إضافيان قيد التطوير. ويُعد أكبر تحد تواجهه صناعة الطائرات بدون طيار، بغض النظر عن غرضها أو حجمها هو قدرتها المحدودة على الاستقلالية أثناء الطيران. فالتحدي التشغيلي الكبير هو العثور على مصدر طاقة متوفر بسعر معقول صديق للبيئة ويسمح بالتحليق لفترة طويلة ويضمن تناسبا جيدا بين وزنه والطاقة التي يوفر ويُحدث أقل مستوى من الضجيج أو الاهتزازات.

ولحد الساعة تشكل المصادر التالية أفضل الخيارات المتاحة، مع أن أيا منها قد لا يكون مثالياً بكل المقاييس، إلا أن لكل منها فوائد مميزة ومناسبة لظروف معينة.

4.1. البطاريات:

تعتمد العديد من الطائرات الصغيرة بدون طيار على تقنية بطاريات الليثيوم أيون (Li-Ion) وبطارية الليثيوم أيون بوليمر (Li-Po) لتشغيل رحلتها. في حين أن هناك خيارات أخرى للبطاريات بعضها أصبح متاحا وبعضها قيد التطوير، مثل بطارية الليثيوم عالية الطاقة (Li-SOCl2) والليثيوم-الهوائي (Li-air)، فربما تكون بطاريات الليثيوم-الكبريت (Li-S) الواعدة أكثر وهي منخفضة التكلفة نسبيًا وتوفر كثافة طاقة أعلى (أي كمية الطاقة الموجودة في البطارية مقارنة بوزنها).

4.2. المحركات التي تعمل بالغاز والمحركات الهجينة الغاز والكهرباء:

محركات الاحتراق قوية وصغيرة الحجم وخفيفة الوزن وتستهلك كمية مناسبة من الوقود. ويمكن استخدامها أيضًا مع أنواع مختلفة من الوقود، مثل البنزين والكيروزين والميثانول والإيثانول والبروبان. يمكن تشغيل الطائرات بدون طيار بالكامل بواسطة محرك احتراق منفرد أو عن طريق استخدام محرك احتراق صغير ينتج الطاقة لشحن حزمة بطاريات على متن الطائرة أو يعمل كمولد لمحرك كهربائي.

4.3. خلايا وقود الهيدروجين:

تستخدم خلايا الوقود الهيدروجيني الهيدروجين (H2) مع الأكسجين لتوليد الكهرباء. تتم إزالة الماء، وهو المنتج الثانوي لهذا التفاعل الكيميائي، وتتمثل عملية التزود بالوقود في إعادة ملء الهيدروجين المستنفد.

4.4. الخلايا الشمسية

والبطاريات الشمسية الهجينة:

يتطلب تشغيل طائرة بدون طيار حصريًا بالطاقة الشمسية مساحة كبيرة من الخلايا الشمسية على طول سطح الطائرة. وبمجرد التحليق عاليًا، يمكن للطائرة بدون طيار التي تعمل بالطاقة الشمسية أن تطير من الناحية الفنية طالما كانت الشمس مشرقة. وقد تم تسجيل فترة طيران من خلال النظام الهجين الشمسي فاقت 25 يومًا. حيث يتم استخدام ضوء الشمس لتشغيل الطائرة بدون طيار نهارًا، بينما في الليل، تتحول الطائرة بدون طيار إلى الطاقة الشمسية التي تم تخزينها في نفس الوقت في البطاريات الموجودة على متنها.

وهناك مصدران إضافيان قيد التطوير سيمكنان من الحصول على بطاريات تحمل كمية كبيرة من الطاقة وأخرى يمكن شحنها عن طريق اللاسلكي.

5. تكنولوجيا الحماية من الطائرة المسيرة:

أصبحت الطائرات بدون طيار من أهم الأسلحة المستعملة في الحروب الحديثة. وتختلف هذه الطائرات عادة في أحجامها باختلاف استعمالاتها؛ كالتصوير وحمل القذائف وأغراض المراقبة والهجوم. وتعتمد اعتمادًا رئيسيًّا على شبكات WIFI وعلى أنظمة تحديد المواقع. ويُعد إسقاط الطائرات المسيرة فوق منطقة سكنية أو توجيه ضربة لها بواسطة «جهاز توجيه حركي» أمرًا محفوفًا بالمخاطر، لأن من شأن ذلك أن يجعل شظاياها تتناثر و تُلحق الأذى بالناس أثناء سقوطها على الأرض.

ودفعًا لهذا الاحتمال تُستعمل أجهزة التوجيه غير الحركية التي تجبر الطائرة المسيرة على الهبوط كتلةً واحدة، أو للتشويش عليها لتعطيلها بدل تفجيرها. وللقيام بذلك هناك لحد الساعة خياران يتمثلان في استخدام أشعة الليزر أوالأمواج المكروية العالية الاستطاعة.

6. أنواع الطائرات المسيرة من حيث الروافع

6.1. طائرات مسيرة بأجنحة ثابتة:

تتميز هذه الفئة بقدرتها على التحليق لمديات بعيدة مما يسمح لها بتغطية مساحات كبيرة من الأرض في مهام استطلاعية وتتميز بسرعتها العالية. إلا أنها بالإضافة إلى تكلفتها الباهظة لديها عيوب تتمثل في كونها تحتاج مسافات اقلاع وهبوط طويلة نسبيا. فهي لا تستطيع الإقلاع والهبوط عموديا ولا يمكنها الثبات في الجو. وتستخدم في مهام البحث والاستطلاع ويمكن تسليحها بأنواع مختلفة من القنابل والصواريخ.

6.2. طائرات مسيرة بمروحة واحدة:

يكثر استخدام هذه الفئة من المسيرات في عمليات التصوير عن طريق أشعة الليزر وفي عمليات المسح الجوي لمناطق يصعب الولوج إليها. وبالرغم من مزاياها المتمثلة في قدرتها على التحليق على ارتفاعات مختلفة لفترة طويلة وكذلك على الهبوط والإقلاع بصفة عمودية ألا أن لديها معوقات من أهمها كلفة الإنتاج العالية وثقل مراوحها والحاجة إلى مستخدمين محترفين لتشغيلها.

6.3. طائرات مسيرة متعددة المراوح:

عادة يكون عدد المراوح من ثلاث إلى ثمانية وأغلبها ذات الأربع مراوح المعروفة ب كواد كوبتر. تمتلك هذه الفئة قدرة وكفاءة عاليتين على الوصول إلى المناطق ذات المسارات الصعبة وعلى الحركة داخل الغابات وتستطيع الهبوط والإقلاع عموديا كما تستطيع الثبات في الجو. ويميز هذا النوع من المسيرات أيضا سهولة التحكم في الكاميرات المثبتة على متنه.

6. 4. طائرات هجينة بأجنحة ثابتة ومراوح:

يجمع هذا النوعُ من المسيرات بين خصائص الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والطائرات المروحية فهي من ناحية تستطيع الإقلاع والهبوط بصورة عمودية ومن ناحية أخرى تستطيع التحليق لمسافات طويلة لكنها في الحالتين تكون أقل كفاءة من الطائرة العمودية ومن ذات الأجنحة الثابتة فهي تجمع الميزتين لكن بكفاءة أقل.

وبالموازاة مع الفوائد الكبيرة للطائرة المسيرة التي تم التنويه بها في الفقرات السابقة، ينبغي التنبيه إلى أخطارها و التي من أهمها التجسس وخصوصًا على المناطق العسكرية والحيوية، وتهريب الأسلحة والممنوعات للسجون وعبر الحدود، وتهديد المجال الجوي وحركة الملاحة خصوصًا قرب المطارات، والأذى الذي تُلحقه في حال اصطدامها وسقوطها في أماكن مأهولة بالسكان، وأخيرًا استعمالها كمنصة اختراق (Snoopy Drone).

 

 

اثنين, 12/08/2024 - 11:54

كان الجيش الوطني شاهدا على لحظة ميلاد الدولة وراعيا لمرحلة التأسيس وحاضرا في عملية البناء وفاعلا في صنع المستقبل...
كان منذ البداية عينا ساهرة على أمن المواطنين وعزة الوطن ولسوف يظل على هذا النهج.

تابعنا على فيسبوك