مفعما بروح الوطنية الحقة،ألتحق أحمد بزيد مبكرا بصفوف الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار،كان واحدا من مؤسسي ََ(رابطة الشباب الموريتاني)،التي كافحت في سبيل التعجيل بتحقيق الاستقلال.
كان من الموريتانيين القلائل الذين سنحت لهم الفرصة لاستكمال دراساتهم في المدارس الفرنسية،في موريتانيا وبالذات في السنغال وفرنسا،حينما كانت البلاد تفتقر إلي المؤسسات التعليمية،تميز أحمد بزيد بالاجتهاد والذكاء حيث تلقى دروسه في ثانوية فيدرب في سينلوي،وكان الاول في فصله دائما،ليختتم تعليمه بحصوله على شهادة إداري مدني،وبسبب الحاجة الماسة لبلاده الحديثة الاستقلال إلي الكفاءات والأطر،فقد عدل عن فكرة استكمال الدراسات العلمية التي كان قد عقد العزم على استكمالها.
وهكذا تقلد مناصب سامية في الدولة،منها مدير ديوان الأستاذ المختار ولد داداه،الرئيس المستقبلي للبلاد،وخلال فترة "قانون الاطار"والاستقلال الداخلي عين حاكما ثم واليا،وكان أول موريتاني ينهض بالمسؤوليات الجسام للأمن الوطني،في بلد أعتاد دائما على أن يتولي "الفرنسيون" هذه المسؤوليات الحساسة،لقد كان هوبكل تأكيد من "مرتن"هذا القطاع الحيوي، بعد ذلك تقلد أحمد بزيد ولد أحمد مسكه منصب وزير الدفاع الوطني، حيث خلف أحد مؤسسي القوات المسلحة الوطنية وهو محمد ولد الشيخ ولد أحمد محمود،الذي اكمل ما كان قد بدأه خاصة في مجال التكوين ووضع النظام والقوانين.
وخلال هذه الفترة الحاسمة في تاريخ الأمة،وبغض النظر عن الالقاب التي حملها،ظل أحمد بزيد باستمرار إلي جانب الرئيس المختار ولد داداه وبقية الأطر القلائل،حيث عمل الجميع علي مواجهة التحديات الجسام المترتبة على سن القوانين وتحديات المهام وتعيين الرموز وكتابة النصوص ووضع الخطط الضرورية لبناء وطن وتأسيس دولة.
كان التحدي الأكبر لهذه المجموعة هو مدي قدرتها على الخلق والتصور والإبداع لرسم علم وكتابة نشيد للوطن ولد للتو،وقد كان لأحمد بزيد بالذات الدور الاكبر في تحديد شكل العلم الوطني الحالي.
لقد اشتهر احمد بزيد بإحساسه الكبير بالمؤسسة ومثاليته في مجال التسيير الشأن العام،كان بحاسب نفسه قبل أن يحاسب الأخرين،وكان يولي عناية خاصة للعسكريين ضباطا وضباط صف وجنودا،ولقد سعى إلى تأمين الشروط اللازمة لتمكينهم من اداء واجباتهم الدفاعية في أحسن الظروف الممكنة,
لقد كان يردد باستمرار "الجيش هوشرف الأمة"
ورث أحمد بزيد هذه الفكرة النبيلة عن الجيش ومهامه لخلفه محمد ولد الشيخ الذي تقاسم معه الشعور بالشرف والمروءة النبيلة،لقد غادر الإثنان الوظائف العامة أكثر فقرا من مما كانا قبل التحاقهما بهذه الوظائف،وقد عاشا متواضعين ولكنهما حازا علي تقدير واحترام الجميع .
رحل أحمد بزيد سنة 1982 كان رحمه الله مثالا جديرا بان يتحدي بالنسبة للناشئة،في زمن قل فيه الرجوع إلى القيم النبيلة