انتقل الي رحمة الله مساء التاسع والعشرين من ابريل الماضي في بلدة ام القرى بمقاطعة واد الناقة العلامة الشيخ محمد سالم ولد عدود عن عمر يناهز 80 سنة.ولد المرحوم محمد سالم ولد محمد عالي بن عبد الودود الملقب عدود سنة 1930م في مدينة أبي تلميت، وقد درس على والده جميع العلوم الشرعية واللغوية التي برز في جمعها وهو لا يزال حديث السن.وقد ذاع صيت العلامة الشيخ محمد سالم ولد عدود تغمده الله برحمته الواسعة وأصبح من اكابر هذه الأمة ومن اشياخ العلم في مشارق الأرض ومغاربها ومن افراد العلماء في هذا العصر ممن بلغ الاجتهاد وأحاط بالعلوم إحاطة قل ان يوجد لها نظير خصوصا علوم الشرع وعلوم العربية وقد كان له قصب السبق في هذا الباب ولم يكن له نصيب وافر وحظ كبير في هذا الباب وحده وإنما كان له شأن كبير كذلك في علوم أخري قل الحديث عنها وكثر الجاهلون بها وصار العلم بها من أغرب الغرائب وأعجب العجائب فهو يلم بكثير من اللغات ولو على وجه الطرف ويعرف اشياء من علم النحو وعلوم الأفلاك وعلوم الرمل وأشياء من الحساب وأشياء من عادات الناس وطبائعهم ولهجاتهم مما تكل به جهود كثير من المدعين في مثل عصرنا.
نشأ الشيخ محمد سالم ولد عدود في بيت علم وفضل وحفظ القرآن ولم يبلغ التسع سنين حفظه وهو ضغير جدا وحفظه على أمه وخالته وأجزاء منه على جدته وكان يقرا على ابيه علوم الصرف المحضة ونبغ فيها وهو صغير حيث لم يزدد بعد السابعة عشر من عمره شيئا من اصول العلوم وما هي سوى ثقافات واطلاعات يطلع فيها بين الفينة والأخرى أما العلوم وأصولها وأصول الكتب ومعرفته فيها فقد حازها قبل هذا السن المبكر بعيد بلوغه بقليل وقد أدرك فيه أبوه هذا النبوغ وهو صغير جدا ولسعة علمه وإطلاعه وصفه احدهم بأنه مكتبة تمشي على قدميها.وقد تولى الشيخ منصب القضاء نائبا لرئيس المحكمة الابتدائية ثم نائبا للمحكمة العليا ورئيسا للغرفة الإسلامية حيث قضى فيها فترة طويلة ثم عين الشيخ رئيسا للمحكمة العليا ثم وزيرا للثقافة والتوجيه الإسلامي ورئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى.والشيخ عضو في المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي وفي المجمع الفقهي للمؤتمر الإسلامي وفي المجلس العلمي للأزهر والأكاديمية المغربية.وبوفاة الشيخ محمد سالم ولد عدود تفقد الأمة الإسلامية أحد أبرز علماء عصرها وينطفئ مصباح علم أنار سراجه الوهاج أصقاعا عديدة من الدنيا ومعين معرفة لا ينضب نهل منه الكثيرون من الطلاب من مختلف انحاء العالم. وبعلمه الوفير الذي بثه في صدور الرجال وما عرف عنه من تبحر في علوم الدين واطلاع واسع على العلوم الأخرى سيظل ذكر الشيخ محمد سالم ولد عدود خالد في اذهان الكثيرين من ابناء الأمة الإسلامية ونموذجا تستلهم من موروثه العلمي والمعرفي والخلقي الأجيال القادمة فتغمده الله برحمته الواسعة وألهمنا الصبر والسلوان وانالله وإنا اليه راجعون.