بدأت تجربتي في مجلة "أخبار الجيش" الرائدة في أغشت 2007. كان ذلك بمحض الصدفة وبدفع من زميلي في الدفعة، المقدم الراحل إبراهيم ولد الشيخ، الذي قدمني إلى مدير الاتصال والعلاقات العامة بالقيادة العامة لأركان الجيوش. لقد كان المدير آنذاك يسعى إلى تعزيز فريق التحرير في مديريته الناشئة، وكانت تلك لحظة انطلاقي في عالم الصحافة العسكرية.
بعد التحية العسكرية ذات الطابع شبه المقدس، وبعض الثناء من زميلي في الدفعة، بادر العقيد الطيب ولد إبراهيم بقبولي فورا، واضعا ثقته الكاملة في توصية "عرّابي" الراحل. ومن هنا كان عليّ إثبات جدارتي كمحرر لا يقل شأنا عمن سبقوني؛ فكان أول ملف صحفي أقوم بإعداده متعلقا بالدوريات الموريتانية-السنغالية المشتركة.
لقد لاقى منتجي الصحفي البكر عن الدوريات الموريتانية-السنغالية المشتركة صدى إيجابيا على الضفة الأخرى من النهر، فانطلقت الرحلة حينها، لتصبح التقارير والمقابلات والملفات وسائر أقسام المجلة العسكرية جزءا من عملي اليومي؛ تحمل العديد منها توقيعي. لاحقا، وبعد مغادرة النقيب مانغاسوبا، المؤسس الموهوب، توليت منصب سكرتير تحرير النسخة الفرنسية من المجلة، وهو ما عزز مهاراتي في القيادة الصحفية.
أحتفظ من هذه التجربة بروح المسؤولية والإتقان في العمل، وهي قيم غرسها فينا العقيد الطيب ولد إبراهيم، الذي وفّر لنا بيئة يسودها الانضباط والاحترام المتبادل.
بالنسبة لي، كان العمل في مديرية الاتصال والعلاقات العامة بمثابة التحاق بمدرسة عريقة؛ حيث نهلت من معين العقيد عارف؛ ذلك الضابط الصارم المهووس بالتميز. أما "أخبار الجيش"، فكانت ملجئي، ومصدر إلهامي، وكانت، قبل كل شيء، تلك المنصة التي قادتني إلى قمة مسيرتي المهنية، على مدار أكثر من اثنتي عشرة سنة.
وخلال هذه الرحلة كانت النسخة العربية من المجلة تدار ببراعة من طرف النقيب حدّيد، الذي شغل منصب مدير التحرير ثم مدير النشر فيها. وكان من الطبيعي أن يتولى قيادة مديرية الاتصال والعلاقات العامة، بعد ترقيته إلى رتبة عقيد.
أتطلع إلى رؤية الاتصال العسكري في بلادنا يحقق نهضة شاملة وواعدة. وهذا، على كل حال، ما تشي به توجهاته الجديدة وفريقه الشاب والطموح.
وفي الختام أقول لجميع أفراد مديرية الاتصال والعلاقات العامة من ضباط وضباط صف وجنود: إلى الأمام!!
العقيد ليف محمد ديادى