مئوية مجلة "الجيش" ... ثبات على الرسالة ونزوع إلى التطور

      بصدور عددها الجديد، تطفئ مجلة "الجيش" شمعتها المائة، ليتوج مسيرة حافلة بالعطاء والالتزام، منذ صدور عدده الأول في نهاية أغسطس سنة 2006 وحتى اليوم.

ظلت مجلة "الجيش" على مدى ما يقارب العقدين من الزمن منبرا إعلاميا، يوثق الأحداث ويساهم في تجسيد السياسية الإعلامية للجيش الوطني.

ليس العدد 100 مجرد رقم فحسب، بل هو محطة رمزية تعكس استمرارية المجلة في أداء رسالتها الإعلامية والتوعوية، التي لم تتوقف عنها يوما أو تخلف موعدها في الصدور، في دليل واضح على الروح المهنية والمؤسسية التي تميز بها القائمون على هذا الصرح الإعلامي منذ النشأة وحتى اليوم.

على مدى تسعة عشر عاما، حملت المجلة الناشئة على عاتقها العديد من المهام الجسيمة، وفي مقدمتها مواكبة الفعاليات والأحداث العسكرية البارزة، وتسليط الضوء على مختلف الأنشطة الهامة، وتقديم محتوى إعلامي يعكس روح الجندية وقيم الانضباط والتضحية. لتشكل بذلك جسرا للتواصل بين الجيش والمجتمع، مدشنة مرحلة جديدة عنوانها الانفتاح والتعاطي الإيجابي مع الجمهور، عبر تقديم صورة حية وغير نمطية عن تطور الجيش الوطني، ودوره الريادي في مختلف الميادين.

ولم يقتصر دور المجلة على نقل الأخبار وتغطية النشاطات فحسب، بل كانت ولا تزال منبرا لتثقيف القراء وتعميق معارفهم في مختلف المجالات، مع ترسيخ قيم الجندية والانتماء الوطني، وتعزيز الفهم المشترك للتحديات الأمنية والمهام الاستراتيجية الموكلة للمؤسسة العسكرية.

إن مجلة "الجيش"، باعتبارها الذراع الإعلامية الأبرز لمديرية الاتصال والعلاقات العامة، ساهمت بشكل فعال في إنجاز أبرز المهام الموكلة للمديرية، وعلى رأسها:

         •        تنمية القيم العسكرية عبر تقديم محتوى إعلامي يهدف إلى تعزيز الروح الوطنية والإحساس بالواجب، والاعتزاز بالانتماء للمؤسسة العسكرية، وتخليد وتثمين التضحيات.

         •        تأمين النفاذ إلى المعلومات غير السرية من خلال النشر المستمر للمستجدات المتعلقة بأنشطة الجيش، ومايقدمه لصالح العسكريين والمواطنين على حد سواء.

         •        فتح قنوات الاتصال بين الجيش والمجتمع، والسهر على ضمان استمراريتها، بما يعزز صورة الجيش في الوعي العام.

         •        إطلاع وسائل الإعلام الوطنية والدولية على السياسة الدفاعية للبلاد، وعلى النشاطات الكبرى للجيش الوطني.

         •        تعزيز ثقة الرأي العام في المؤسسة العسكرية، من خلال إبراز الأدوار الأمنية والتنموية للجيش، وتقديم معلومات موضوعية وصحيحة وشاملة.

وسعيا منها إلى تحسين الاتصال الاستراتيجي العسكري، وتطوير آليات التواصل مع وسائل الإعلام ومع الرأي العام، ولأن الإعلام العسكري اليوم أصبح منظومة متكاملة، حرصت مديرية اللاتصال والعلاقات العامة على توسيع دائرة الاتصال، عبر تفعيل منصاتها الرقمية (الموقع الإلكتروني، الصفحة الرسمية على الفيسبوك، القناة على اليوتيوب ... )  لتواكب التطور الهائل الذي يشهده الإعلام الرقمي، وليكون التفاعل مع الجمهور أكثر انسيابية وسرعة.

لقد عزز هذا التوجه من تحقيق نقلة نوعية في الاتصال المؤسسي للجيش الوطني، ومكن من القدرة على قيادة المشهد الإعلامي بفعالية، وبناء علاقات وثيقة مع الجمهور، لتصبح المنصات الإعلامية لمديرية الاتصال والعلاقات العامة المصدر الأساسي والموثوق للأخبار المتعلقة بالجيش الوطني، مما قلل من الاعتماد على مصادر غير موثوقة، وساهم في الحد من انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة.

بين دفتي هذا العدد المميز من مجلة "الجيش"، سيجد القارئ الكريم العديد من المواضيع التي سبق أن نُشرت في أعداد سابقة من المجلة، وقد أعيد نشرها في هذا العدد لسببين رئيسيين: أولهما إبراز العمق التاريخي والرصيد الإعلامي الذي راكمته المجلة منذ نشأتها، وثانيهما التأكيد على أن ثوابت الجيش الوطني وقيمه الراسخة، التي شكلت محاور تلك المواد الإعلامية، ما تزال تحافظ على رونقها وأهميتها، رغم تغيّر السياقات وتعدد التحديات، إن هذا الخيار التحريري يعكس إيمانا راسخا بأن مجلة "الجيش"  ليست مجرد وسيلة إعلامية ظرفية، بل هي ذاكرة موثقة لمسيرة مؤسسة عريقة، تستمد رؤيتها من تراكماتها وتاريخها المشرف.

ووفاءً لمسارها الحافل بروح التواصل والانفتاح، ستُشفع المواضيع المختارة بشهادات قيّمة، يقدمها ضباط خدموا في مديرية الاتصال والعلاقات العامة، وواكبو تطور المجلة خلال مراحلها المختلفة، إلى جانب شهادات من قرائها الأوفياء من عسكريين ومدنيين، وستكون هذه الشهادات بمثابة إضاءة حية على الدور الذي لعبته المجلة في مرافقة مسيرة الجيش الوطني، وعلى الجهود التي بذلها القائمون عليها، كما تعكس في الوقت نفسه مكانة المجلة لدى قرائها، باعتبارها منبرا إعلاميا ساهم في تعزيز الوعي الوطني، وترسيخ قيم المواطنة، والتعريف بأنشطة الجيش، وترسيخ ثقافة الدفاع الوطني لدى الجمهور الواسع.

وأخيرا، فإن العدد المائة من مجلة "الجيش" يمثل وقفة تأمل واعتزاز، وفرصة لتجديد العهد مع القراء الأوفياء، لمواصلة الرسالة الإعلامية العسكرية بكل مهنية وموضوعية، خدمة للجيش الوطني، وتعزيزا للرابط الوثيق بينه وبين المجتمع، تحت ظلال قيم الجندية الصادقة، وروح المواطنة الحقة.

أحد, 18/05/2025 - 16:56

كان الجيش الوطني شاهدا على لحظة ميلاد الدولة وراعيا لمرحلة التأسيس وحاضرا في عملية البناء وفاعلا في صنع المستقبل...
كان منذ البداية عينا ساهرة على أمن المواطنين وعزة الوطن ولسوف يظل على هذا النهج.

تابعنا على فيسبوك