افتتاحية العدد 100 من مجلة الجيش

يكتسي هذا العدد المميز من مجلة الجيش أهمية خاصة، لا لأنه يحمل الرقم 100 فحسب، بل لما يتضمنه من محطات تعكس عمق الارتباط بين المؤسسة العسكرية ومبادئها القائمة على التضحية والوفاء، والاستعداد الدائم لحماية الوطن.

فقد تجلى هذا الارتباط في مشهد رمزي مؤثر خلال شهر رمضان المبارك، حيث تقاسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع أفراد الجيش الوطني إفطارهم على الخطوط الأمامية. هذا الحدث لم يكن مجرد لقاء عابر، بل رسالة امتنان وتقدير من الميدان، تعبر عن تثمين رئيس الجمهورية لجهود وتضحيات جنودنا المرابطين على الثغور، حيث يسهرون على حراسة حدود البلاد ويساهمون في تعزيز ونشر الأمن والاستقرار في ربوع الوطن.

كما تجسد في  الإفطار الرمضاني الذي نظمته وزارة الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء على شرف أسر وأبناء الشهداء، في بادرة تعكس مدى الاهتمام بأبناء الشهداء البررة، الذين ارتقوا في ساحة الشرف، دفاعا عن سيادة الوطن وحوزته الترابية، ترسيخا لقيم الوفاء والوحدة الوطنية

لقد أولى السيد الفريق، قائد الأركان العامة للجيوش، عناية خاصة لهذا البعد الإنساني للجيش الوطني، في خطابه الذي ألقاه بمناسبة تسلمه لمهامه، على ، وهو الخطاب الذي أكد فيه على ترسيخ القيادة التشاورية، ذلك النهج الذي تجسد في لقاءات قائد الأركان العامة للجيوش بقادة الجيوش والتشكيلات العسكرية، حيث قدم خلال هذه الاجتماعات الخطوط العريضة للنهج القيادي الجديد، القائم على مبدأ العدالة في التعامل مع الأفراد والإصغاء إليهم وإلى احتياجاتهم، وتشجيع المتميزين في التعليم والتدريب، لتحسين الكفاءات المهنية وتطوير المهارات والقدرات، وتعزيز روح المسؤولية لدى المرؤوسين، والالتزام بأعلى معايير الأداء، لضمان تحقيق النتائج الإيجابية المتوخاة من الجيش، باعتباره الركيزة الأساسية والعمود الفقري للدولة والضامن لاستمراريتها.

وفي بُعدٍ تاريخي يثري صفحات هذا العدد، أعادت مجلة الجيش نشر مواضيع منتقاة من الأرشيف، من ضمنها مقابلتان حصريتان مع أول قائد للجيش الوطني، والدرك الوطني، وهما شخصيتان ساهمتا في إرساء أسس المؤسستين منذ الاستقلال. وكان لهما دور بارز في التاريخ العسكري الوطني، ويمثل هذا الاختيار فرصة للاطلاع على شهادات تاريخية حية، تعكس مسيرة بناء جيش قوي وعصري، متشبّع بقيم نوفمبر المجيدة.

وبهذه المحطات الغنية، يؤكد العدد 100 من مجلة الجيش أن الجيش الوطني يواصل مسيرته بثبات، مستلهماً من تاريخه المجيد، ومتمسكاً برسالته النبيلة في الذود عن الوطن وتأمين مستقبله.

أربعاء, 16/04/2025 - 11:14

كان الجيش الوطني شاهدا على لحظة ميلاد الدولة وراعيا لمرحلة التأسيس وحاضرا في عملية البناء وفاعلا في صنع المستقبل...
كان منذ البداية عينا ساهرة على أمن المواطنين وعزة الوطن ولسوف يظل على هذا النهج.

تابعنا على فيسبوك