في ظل واقع إقليمي يشهد تحولات سريعة وتحديات أمنية معقدة، يأتي تخرج دفعات جديدة من الأكاديميات العسكرية تجسيدا للاستراتيجية الوطنية الرامية إلى تعزيز قدراتنا الدفاعية، وتأمين حدودنا وحماية سيادتنا، وتحقيقا للأهداف الأساسية التي أنشئت من أجلها هذه الأكاديميات، والمتمثلة في الرفع من نوعية التكوين العسكري وتحسين المستوى الأكاديمي للنخب العسكرية، من خلال اعتماد مقررات جامعية تمكن الضباط الشباب من اكتساب معارف من مختلف أنواع العلوم الإنسانية، ذات الصلة بالمجال العسكري.
لقد شهد التعليم العسكري العالي تطورا ملحوظا في المناهج التعليمية، مما أتاح للخريجين التزود بمهارات حديثة ومعارف علمية وتقنية متقدمة، إذ لم تعد المهام العسكرية مقتصرة على التدريب البدني والقتالي التقليدي فحسب، فالضرورة تستدعي التركيز على تكوين شامل يضع الخريجين في مواقع متقدمة، تؤهلهم للتعامل مع التحديات الأمنية المختلفة التي تواجهها بلادنا.
وتعد مشاركة المرأة في التكوين والخدمة العسكرية موضوعا بالغ الأهمية، لما له من أبعاد استراتيجية واجتماعية، تسهم في تعزيز الكفاءة القتالية والتنظيمية للمؤسسات العسكرية، فوجود نساء متميزات في صفوف الجيش الوطني، يبرهن على أن المهارات القيادية والتحمل العقلي والجسدي ليست حكرا على جنس دون آخر، فقد مثلت الخدمة العسكرية على المستوى الوطني ساحة لتحقيق المساواة بين الجنسين.
إن التكوين العسكري النوعي والحديث، خاصة في مجال التعليم العسكري العالي، يعد ركيزة أساسية في تعزيز المنظومة الدفاعية الوطنية، وقد تجسد هذا المبدأ على مستوى الجيش الوطني من خلال اعتماد التدريب المتخصص والاحترافي، واقتناء التكنولوجيا العسكرية المتطورة، سبيلا إلى تمكين الأفراد من مواكبة التطور، ومواجهة التحديات الأمنية المعقدة والمتغيرة.