في التاسع والعشرين من ابريل الماضي، قرر قائد الأركان العامة للجيوش الفريق المختار بله شعبان النزول إلى الميدان والاتصال المباشر بحماة الديار ومعاينة التدابير الأمنية على الأرض في قطاعي المنطقتين العسكريتين الرابعة والخامسة على الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد.
كانت الأهداف الكبرى لزيارة التفقد والاطلاع هي اختبار القدرات القتالية وتعزيز المستوى العملياتي للوحدات العسكرية وتلبية احتياجاتها اللوجستية، وتأكيد مبادئ العقيدة القتالية الوطنية، بالإضافة إلى تعزيز ثقة الموريتانيين في قدرات جيشهم وتقديم الدعم المعنوي والطبي لساكنة القرى الحدودية على طول الشريط الحدودي الجنوبي الشرقي.
وتدخل هذه الزيارة في إطار سعي قائد الأركان العامة للجيوش، إلى الوقوف على حقيقة امتلاك الجيش الوطني لعناصر القوة المادية والمعنوية التي تمكنه من الدفاع عن الحوزة الترابية للوطن، تجسيدا للعقيدة القتالية الوطنية، القائمة على مبادئ حماية سيادة البلاد وحسن الجوار وعدم الاعتداء، والتعاون في مجال مكافحة التطرف والجريمة المنظمة.
كان الهدف الأول للتفقد هو اختبار أسلحة المشاة والمدفعية ومضادات الطيران وراجمات الصواريخ والطائرات المقاتلة، والوقوف على القدرات القتالية للجيش في زمن السلم، وفي هذا الإطار، أشرف قائد الأركان العامة للجيوش على تمرين تعبوي ناجح، لتجريب تعاون وتنسيق مختلف أنواع الأسلحة أثناء سير المعركة، وقد شاركت في هذا التمرين أسلحة الطيران والمدفعية والمشاة وكان الهدف المشترك من هذا التمرين التربوي هو تدمير عدو افتراضي، حاول التسلل داخل التراب الوطني لغرض تنفيذ عمل عدواني.
وقد أشفع التمرين المذكور برماية تجريبية، لاختبار فعالية منظومة راجمات صواريخ 107، التابعة لسلاح المدفعية. ويتميز هذا النوع من الصواريخ بحركيته وكثافته النارية العالية، ووتيرة رمايته السريعة، وهو قادر على تدمير مواقع العدو في الميادين الصعبه.
كما أشرف قائد الأركان العامة للجيوش على رماية أخرى لمكونة من مكونات سلاح المدفعية في قطاع المنطقة العسكرية السابعة، حيث تم تنفيذ رماية ناجحة لبطاريات مدفعية ثقيلة نوع هاوتزر عيار 122 مم. ويتكفل هذا السلاح أثناء القتال، بتدمير المواقع الخلفية والأمامية للعدو، بالإضافة إلى تحصيناته ومواقع إرساله.
كما تم تنفيذ رمايات تدريبية بالأسلحة الفردية والجماعية في المنطقة العسكرية الرابعة.
كما تم تنفيذ رمايات تدريبية بالأسلحة الفردية والجماعية من طرف وحدات خاصة في المنطقة العسكرية الرابعة.
وكان التفقد فرصة، حث خلالها قائد الأركان العامة للجيوش قادة الوحدات والجنود على اليقظة الدائمة، والاستعداد للتعامل بحزم مع مختلف أنواع التهديدات، التي قد تفرزها حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة.
كما شملت الزيارة تفقد أحوال المواطنين القاطنين في مناطق تحرك هذه الوحدات، وعلى طول الشريط الحدودي، حيث طمأنهم قائد الأركان على إمكانيات الجيش، وقدرته على تأمينهم والدفاع عن الحوزة الترابية للبلاد.
وينفذ الجيش الوطني في مناطق انتشاره عمليات عسكرية مدنية، تتمثل في تقديم معاينات وأدوية مجانية للمواطنين القاطنين في مناطق تحرك الوحدات العسكرية، وفي هذا الإطار قدمت البعثة الطبية المرافقة لقائد الأركان العامة للجيوش العديد من الاستشارات والأدوية لصالح المواطنين في القرى الحدودية، وسوف يستمر الجيش في تقديم هذه الخدمات التي تدخل في صميم مهمته الدفاعية.
لقد مثلت هذه الزيارة التفقد ية، خطوة كبرى نحو تعزيز الجبهة الداخلية وتوطيد عرى العلاقة بين الجيش الوطني والمواطنين، وإرساء ثقة الموريتانيين في قدرات جيشهم…
محمد امحيمد، العمدة المساعد لبلدية بقيديده
شرفنا قائد الأركان بهذه الزيارة وهي في غاية الأهمية بالنسبة لنا، وذلك بحكم وجودنا في الشريط الحدودي، على بعد كيلومترين من الأراضي المالية، والساكنة هنا في تخوف دائم، نظرا لعدم الاستقرار والأمن في دولة مالي المجاورة، كما نثمن زيارة قائد الأركان العامة للجيوش للنقاط الحدودية، والاطلاع على حقيقة ما يحدث، كما اعطى مجيء هذه الكتيبة انطباعا حسنا للمواطنين، و سيعزز وجودها بشكل دائما أمننا واستقرارنا.
مودي تراوري، مواطن من منطقة مدبوكو
أرحب بالجيش الوطني الذي قدم إلينا في منطقة مدبوگو، وأشكره على الخدمات الطبية التي قدم لنا من فحوص واستشارات، والحمد لله أن الجيش متواجد معنا في منطقتنا الحدودية.
لقد أصبحنا آمنين مطمئنين بوجود الجيش الوطني معنا، ونشكر الجيش على كل ما يقدمه ونحن ندعمه ونفتخر به.