شكلت زيارة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، القائد الأعلى للقوات المسلحة للمؤسسة المركزية للاحتياط العام للعتاد، وتفقده لنماذج من العتاد العسكري منعطفا هاما في مسيرة بناء القدرات العسكرية الذاتية.
لقد أصبحت البلاد بالفعل على طريق تحديث الترسانة العسكرية الوطنية، وتأمين شروط القوة، وهو ما مكن الجيش الوطني من مواجهة التحديات الجيوسياسية التي أفرزتها وتفرزها باستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في عموم منطقة الساحل.
سيمكن اقتناء هذا العتاد من الرفع من المستوى العملياتي، والجاهزية القتالية لمختلف الجيوش، برية كانت أو جوية أو بحرية. وتتكون الترسانة الجديدة، على سبيل المثال لا الحصر من وحدات مدرعة مجهزة بأحدث الأسلحة، وأنظمة اتصالات متطورة وأسلحة مدفعية ميدانية ووحدات مضادة للدروع، وراجمات صواريخ وأخرى مضادة للطائرات، وطائرات ومحطات رادار ومسيرات استطلاع قادرة على القيام بمهام المراقبة والرصد والتوجيه الدقيق للصواريخ، كما تضم هذه المسيرات طائرات بدون طيار هجومية، ذات فعالية عالية جدا، قادرة على تغطية الحوزة الترابية للوطن، بما في ذلك المياه الإقليمية على مدار الساعة.
وفي إطار تأمين شروط القوة وتعزيز الجبهة الداخلية، أدى الفريق قائد الأركان العامة للجيوش زيارة تفقد واطلاع ميداني للقطاعات العسكرية الشرقية والجنوبية.
كانت الأهداف الكبرى لهذه الزيارة هي اختبار القدرات القتالية وتعزيز المستوى العملياتي للوحدات العسكرية، وتلبية احتياجاتها اللوجستية، وتقديم الدعم المعنوي والطبي لساكنة القرى الحدودية على طول الشريط الحدودي الجنوبي الشرقي، بالإضافة إلى تعزيز ثقة الموريتانيين في قدرات جيشهم.
إن كل هذه التدابير الدفاعية، هي في حقيقة الأمر تجسيد للعقيدة القتالية الوطنية، القائمة على مبادئ حماية سيادة البلاد وحسن الجوار وعدم الاعتداء، والتعاون في مجال مكافحة التطرف والجريمة المنظمة.