تربى الإمام بداه ولد البصيري رحمه الله،في حجرة جده لأمه الشيخ العلامة محمد ولد حبيب الرحمن و حفظ عليه القرآن مبكرا وهو دون التاسعة من عمره كما أخذ العلوم على جم كبير من العلماء من بينهم الشيخ أحمد ولد احمذيه الذي أخذ عليه علوم القرآن و التفسير،وظل إلى أيامه الأخيرة في الدنيا يثني عليه و يقول"ذلك شيخي احمد و من مثل احمد في العلماء..." كما أخذ على الشيخ المختار ولد ابلول العلامة المصلح و الداعية الشهير كما أخذ على الشيخ محمد سالم ولد ألما و الشيخ محمد عالي و لد عدود و الشيخ سيد الفالي ولد محمودا،وعرف الشيخ منذ شبابه بالورع و الصرامة في الحق و الدفاع عن السنة و الحرص على نشر الخير و الدفاع عن الدعاة إلى الله.
و في منتصف الخمسينيات نزل الشيخ بداه و لد البصيري في سهل نواكشوط،وأقام مسجدا في لكصر و محظرة توافد عليها المئات من الطلاب و تخرج منها فطاحلة العلماء الكبار،وكبار القضاة و المدرسين في البلد.
و أسس المرحوم محظرته الخاصة في العاصمة نواكشوط قبل استقلال البلاد عام 1960،وأم أول صلاة جمعة اقيمت في العاصمة بعد استقلالها عن المستعمر الفرنسي،وبقي من حينها إماما للجامع الكبير في العاصمة و مفتيا للبلاد.
و يقول ذووه و المقربون منه إنه حفظ القرآن الكريم برواية الإمام نافع وهو ابن سبع سنين،قبل أن يأخذ بروايات أخرى بعد ذلك،ثم تبحر في علوم الشريعة و اللغة العربية على يد العلماء المعاصرين له في أنحاء المنطقة الصحراوية قبل ميلاد الدولة الموريتانية الحالي،وقبل ان تأخذ خريطة البلاد شكلها الحالي.
اشتهر ولد البوصيري بين الناس بقول الحق امام الحاكم، وكانت مواقفه القوية في وجه حكام البلاد منذ استقلالها و حتى سنواته الأخيرة مثار حديث و اعجاب و اهتمام من كل الموريتانيين.
له الكثير من المؤلفات في المجالات الفقهية و الشريعة عموما،كما اشتهر أيضا بالزهد فيما تقدمه الدولة من مزايا و خدمات و هدايا ظل يرفضها باستمرار.
و قد تمت صلاة الجنازة على المغفور له بداه ولد البصيري في المسجد العتيق حيث أم المصلين الإمام أحمد ولد لمرابط،وذلك بحضور المئات من الموريتانيين،الذين جاؤوا من كل أنحاء العاصمة،ليشاركوا في الصلاة على إمام فاضل،رحل عنا بعد عمر طويل قضاه في العلم والتدريس.وقد تم نقل جثمانه،ليدفن على بعد 127 كلم من العاصمة نواكشوط على طريق الأمل.